المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا يقدر الله المصائب والشدائد والكرب



الحنشل
29-11-2005, 21:42
خلق المصائب والآلام فيه من الحكم ما لا يحيط بعلمه إلا الله ،
ومما أطلعنا الله عليه مما هو دال على ذلك :


أن في الآلام والمصائب امتحاناً لصبر المؤمن
قال تعالى :
( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ
وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ )



أن فيها دليلاً على ضعف الإنسان ، وافتقاره الذاتي إلى ربه ،
ولا فلاح له إلا بافتقاره إلى ربه ، وانطراحه بين يديه .



المصائب أيضاً سبب لتكفير الذنوب ورفعة الدرجات

قال صلى الله عليه وسلم
((ما من شيء يصيب المؤمن
حتى الشوكة تصيبه إلا كتب الله له بها حسنة ، أو حطّت عنه بها خطيئة))

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ
حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ ))

وعَنْ جَابِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
((يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبَلاءِ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالْمَقَارِيضِ ))



ومن حكم المصائب ايضاً عدم الركون إلى الدنيا

فلو خلت الدنيا من المصائب لأحبها الإنسان أكثر
ولركن إليها وغفل عن الآخرة ،ولكن المصائب توقظه من غفلته
وتجعله يعمل لدار لا مصائب فيها ولا ابتلاءات .




ومن أعظم حكم المصائب والإبتلاءات :

التنبيه والتحذير عن التقصير في بعض الأمور
ليتدارك الإنسان ما قصر فيه ، وهذا كالإنذار الذي
يصدر إلى الموظف أو الطالب المقصر،
والهدف منه تدارك التقصير ،
فإن فعل فبها ونعمت، وإلا فإنه يستحق العقاب ،
ولعل من الأدلة على ذلك قوله تعالى :
( فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون .
فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم
وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون ) .

ومن الحكم المترتبة على سابقتها الإهلاك

عقاباً لمن جاءته النذر ، ولكنه لم يستفد منها
ولم يغير من سلوكه ، واستمر على ذنوبه
قال تعالى :
(( فأهلكناهم بذنوبهم)) .

وقال تعالى :
( ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات
وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين ) ،
وقال تعالى :
( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها
ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً )



قال ابن تيمية رحمة الله :
" قد يـقـترن بالحزن ما يثاب صاحبه عليه ويحمد عليه ،
فيكون محموداً من تـلـك الجهة لا من جهة الحزن ،
كالحزين على مصيبة في دينه ، وعلى مصائب المسلمين عموماً ،
فهذا يثاب على ما في قلبه ، من حب الخير وبغض الشر ، وتوابع ذلك ،
ولكن الحزن على ذلك إذا أفضى إلى تـرك مأمور من الصبر والجهاد
وجلب منفعة ودفع مضرة ، نهي عنه ، وإلا كان حسب صاحبه رفع الإثم عنه "




فافهم هذا يا من تتمنى أن يغيـر الله الأحوال بلا عمل منك ومن أمثالك .





قال الله تعالى :
( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ )

قال السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية:

لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك من الأمم السالفين والقرون المتقدمين
فكذبوا رسلنا وجحدوا بآياتنا . فأخذناهم بالبأساء والضراء
أي بالفقر والمرض والآفات والمصائب رحمة منا بهم .
لعلهم يتضرعون إلينا ويلجأون عند الشدة إلينا .


وقال تعالى :
( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ
لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )

أي استعلن الفساد في البر والبحر ،
أي فساد معايشهم ونقصانها وحلول الآفات بها .
وفي أنفسهم من الأمراض والوباء وغير ذلك .
وذلك بسبب ما قدمت أيديهم ، من الأعمال الفاسدة المفسدة بطبعها .

هذه المذكورة ( ليذيقهم بعض الذي عملوا )
أي ليعلموا أنه المجازي على الأعمال فعجل لهم نموذجاً
من جزاء أعمالهم في الدنيا ( لعلهم يرجعون )
عن أعمالهم التي أثرت لهم من الفساد ما أثرت .
فتصلح أحوالهم ، ويستقيم أمرهم .




فسبحان من أنعم ببلائه وتفضل بعقوبته ،

وإلا فلو أذاقهم جميع ما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة .



والعبادة في الشدائد والفتن لها طعم خاص وأجر خاص :

عن مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ ) .
قال النووي : قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( الْعِبَادَة فِي الْهَرْج كَهِجْرَةِ إِلَيَّ )
الْمُرَاد بِالْهَرْجِ هُنَا الْفِتْنَة وَاخْتِلَاط أُمُور النَّاس .
وَسَبَب كَثْرَة فَضْل الْعِبَادَة فِيهِ أَنَّ النَّاس يَغْفُلُونَ عَنْهَا ,
وَيَشْتَغِلُونَ عَنْهَا , وَلا يَتَفَرَّغ لَهَا إِلا أَفْرَاد .


قَالَ الْقُرْطُبِيّ :
أَنَّ الْفِتَن وَالْمَشَقَّة الْبَالِغَة سَتَقَعُ حَتَّى يَخِفّ أَمْر الدِّين
وَيَقِلّ الاعْتِنَاء بِأَمْرِهِ وَلَا يَبْقَى لأَحَدٍ اِعْتِنَاء
إِلا بِأَمْرِ دُنْيَاهُ وَمَعَاش نَفْسه وَمَا يَتَعَلَّق بِهِ ,
وَمِنْ ثَمَّ عَظُمَ قَدْر الْعِبَادَة أَيَّام الْفِتْنَة كَمَا أَخْرَجَ مُسْلِم
مِنْ حَدِيث مَعْقِل بْن يَسَار رَفَعَهُ " الْعِبَادَة فِي الْهَرْج كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ "





أن حصول النعمة بعد ألم ومشقة ومصيبة

أعظم قدراً عند الإنسان . فيعرف الإنسان قدر نعمة الله عليه

في الصحة والعافية ، ويقدرها حق قدرها .



فمن فوائد المصائب : التذكير بنعم الله تعالى على الإنسان ،

لأن الإنسان الذي خلق مبصراً – مثلاً –
ينسى نعمة البصر ولا يقدرها حق قدرها،
فإن ابتلاه الله بعمى مؤقت ثم عاد إليه بصره أحس
بكل مشاعره بقيمة هذه النعمة،
فدوام النعم قد ينسي الإنسان هذه النعم فلا يشكرها،
فيقبضها الله ثم يعيدها إليه تذكيراً له بها ليشكرها.

بل إن في المصائب تذكيراً للإنسان المصاب ولغيره بنعم الله ،
فإذا رأى الإنسان مجنوناً أحس بنعمة العقل ،
وإن رأى مريضاً أحس بالصحة ،
وإن رأى كافراً يعيش كالأنعام أحس بنعمة الإيمان ،
وإن رأى جاهلاً أحس بنعمة العلم ،

هكذا يشعر من كان له قلب متفتح يقظ ،
أما الذين لا قلوب لهم فلا يشكرون نعم الله
بل يبطرون ، ويتكبرون على خلق الله .





ومن فوائد المصيبة أنها تنقذ الإنسان من الغفلة ،

وتنبه العبد على تقصيره في حق الله تعالى ،

حتى لا يظن في نفسه الكمال فيكون سبباً لقسوة القلب والغفلة
قال تعالى :
( فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا
وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) .




ومن حكم الابتلاءات والشدائد : التمحيص

فالشدائد تكشف حقائق الناس
وتميز الطيب من الخبيث ،
والصادق من الكاذب ،
والمؤمن من المنافق ،

يقول الباري جلا شانه عن غزوة أحد وما نال المسلمين فيها ،
مبيناً جانباً من الحكمة في هذا الابتلاء :
( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه
حتى يميز الخبيث من الطيب )

فينكشف كلٌ على حقيقته :

جزى الله الشدائد كل خير.... وإن كانت تغصصني بريقـي

وما شكري لها إلا لأني..... عرفت بها عدوي من صديقي





ومن فوائدها ايضا قيام المسلمون بإغاثة من تصيبهم
المصائب من المسلمين فيؤجرون على ذلك
قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ
وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ
تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ) .
وقال :
( لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ )




وفي الشدائد والحروب يظهر الأثر الحقيقي

لقول الله تعالى :
( وتعاونوا على البر والتقوى )

فمن صور التعاون في مجال الدعوة ونصرة الدين :

جهاد الكفار والمنافقين في سبيل الله عز وجل ،

ومشاركة أهل الدعوة الإسلامية في الحروب ضد أهل الكفر والضلال ،

وتهيئة جميع الوسائل والعدة والعتاد من أجل الجهاد في سبيل الله .

ومن صور التعاون في نصرة الدين التي حدثت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :

التعاون على قتل مدعي النبوة ،

وقتل رؤوس أهل الشرك والمرتدين

ومنهم الذين يسبون النبي صلى الله عليه وسلم





جزء من محاضرة للشيخ محمد المنجد

سيدة القـــــلم
29-11-2005, 21:58
المـــؤمــن دائمــا بالشدائــــد.. ..

ويُعرفـ قدر المـــؤمن عند خالقـــه ممـــا ابتلاه بدنيـــاه.. ..

جزاكـ الله عنـــّا خير الجزاء واثابك الثواب الجزيـــل

الحنشل
29-11-2005, 22:08
اهلا بك سيدة القلم

نعم الابتلاء موجود لكن ...

بعض الناس يتسخط ويظن أن المصائب كلها شر لا خير فيه

والحقيقة أنها خير

ولو لم يكن لها من الخير الا رفع الدرجة وتكفير السيئة

لكان كافياً لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو بصير

شكرا لمرورك وجزاك الله من الخير اضعافا مضاعفه

شام
30-11-2005, 00:40
أهلاً بك أخي الحنشل ..
وبعد زمان ..
مواضيعك الثمينة ومعلوماتك الرائعة .. كم افتقدناها ..
جزاك الله كل الخير ..
وعودة مباركة بإذن الله ..
ويا هلا .. بك ..

الحنشل
01-12-2005, 21:15
اهلا بك ايمان

شرفتي الموضوع بمرورك

سيدة القـــــلم
02-12-2005, 11:32
السلام عليــكم..

اعتذر على العوده..

ولكن لدي سؤالــ .. ارجوا الأجابه الأجابه عليه ان استطعت ذلك..!!

ماهو مذهب او طائفه الصابئيه ( الصابئين ) المذكوره بالقران..؟!!

وجزانا الله واياك خير الجزاء..

بـنـت النـور
03-12-2005, 13:43
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير وبارك بك

شريف روما
03-12-2005, 17:28
جزاك الله خير يالحنشل

والله يرحمنا برحمتوه

يعطيك العافية

وتحياتي لكـ

الحنشل
03-12-2005, 21:33
مرحباً بعودتك سيدة القلم

عودة اسعدتني

هذا جواب مختصر عن الصابئة لبعض الاعضاء الذين لا يحبون التفصيل في الامر


الصابئة

الطائفة الوحيدة الباقية إلى اليوم من الصابئة، والتي تعتبر يحيى نبياً لها

هي طائفة المندائية، وهم يقدسون الكواكب والنجوم

ومن معالم دينهم الاتجاه نحو القطب الشمالي، وكذلك التعميد في المياه الجارية

وأما عن أماكن وجودهم اليوم

فإنهم موجودون في العراق وإيران وهم ينتشرون على الضفاف السفلى

من نهري دجلة والفرات ويسكنون في منطقة الأهوار وشط العرب

ويكثرون في مدن العمارة والناصرية والبصرة وقلعة صالح

والحلفاية والزكية وسوق الشيوخ والقرنة....

وفي إيران يسكنون على ضفاف نهر الكارون والرز....

وفي مدن إيران الساحلية.

والله أعلم





اما انتي يا سيدة القلم ومن هم على شاكلتك

ممن يحبون ان يكتسبوا معلومات بشكل اوسع

فلكم هذا.....




ذكرت هذه الطائفة من الناس في ثلاثة مواضع من القرآن؛

فأولها في قول الله تعالى:

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ
مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ
وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} البقرة/62،

والثاني في قوله تعالى:

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا
إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } الحج/17،

والثالث قول الله تعالى:

{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى
مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً
فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ } المائدة/69.



والصابئة جمع صابئ، اسم فاعل من صَبَأ يصبَأ، إذا خرج من دين إلى آخر.

قال الطبري:

( والصابئون، جمع صابئ، وهو المستحدث سوى دينه دينا،
كالمرتد من أهل الإسلام عن دينه،
وكل خارج من دين كان عليه إلى آخر غيره، تسميه العرب: صابئا ...
يقال صبأت النجوم: إذا طلعت ..) انظر تفسير الطبري 2/145، لسان العرب صبأ.



وأما مذهبهم:- فقال ابن القيم، رحمه الله:

( وقد اختلف الناس فيهم اختلافا كثيرا، وأشكل أمرهم على الأئمة
لعدم الإحاطة بمذهبهم ودينهم ؛
فقال الشافعي رحمه الله تعالى: هم صنف من النصارى، )

وقال في موضع:

(ينظر في أمرهم ؛ فإن كانوا يوافقون النصارى في أصل الدين،
ولكنهم يخالفونهم في الفروع، فتؤخذ منهم الجزية،
وإن كانوا يخالفونهم في أصل الدين لم يقروا على دينهم ببذل الجزية ....

وأما أقوال السلف فيهم:-

فذكر سفيان عن ليث عن مجاهد قال:
هم قوم بين اليهود والمجوس ليس لهم دين،
وفي تفسير شيبان عن قتادة قال: الصابئة قوم يعبدون الملائكة ... )

قال ابن القيم:

( قلت: الصابئة أمة كبيرة، فيهم السعيد والشقي،
وهي إحدى الأمم المنقسمة إلى مؤمن وكافر،
فإن الأمم قبل مبعث النبي، صلى الله عليه وسلم، نوعان:
نوع كفار أشقياء كلهم، ليس فيهم سعيد، كعبدة الأوثان والمجوس،
ونوع منقسمون إلى سعيد وشقي، وهم اليهود والنصارى والصابئة،
وقد ذكر الله سبحانه النوعين في كتابه، فقال:
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُون } البقرة/62،
وكذلك قال في المائدة، وقال في سورة الحج
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } فلم يقل هاهنا: من آمن منهم بالله واليوم الآخر، لأنه ذكر معهم المجوس والذين أشركوا ؛
فذكر ست أمم، منهم اثنتان شقيتان،
وأربع منهم منقسمة إلى شقي وسعيد،
وحيث وعد أهل الإيمان والعمل الصالح منهم بالأجر ذكرهم أربع أمم ليس إلا،
ففي آية الفصل بين الأمم أدخل معهم الأمتين،
وفي آية الوعد بالجزاء لم يدخلها معهم،
فعلم أن الصابئين فيهم المؤمن والكافر، والشقي والسعيد.
وهذه أمة قديمة قبل اليهود والنصارى، وهم أنواع:
صابئة حنفاء،
وصابئة مشركون.
وكانت حران دار مملكة هؤلاء قبل المسيح،
ولهم كتب وتآليف وعلوم، وكان في بغداد منهم طائفة كبيرة،
منهم إبراهيم بن هلال الصابئ صاحب الرسائل،
وكان على دينهم ويصوم رمضان مع المسلمين،
وأكثرهم فلاسفة ولهم مقالات مشهورة ذكرها أصحاب المقالات.
وجملة أمرهم أنهم لا يكذبون الأنبياء ولا يوجبون اتباعهم،
وعندهم أن من اتبعهم [ يعني اتبع الأنبياء] فهو سعيد ناج
وأن من أدرك بعقله ما دعوا إليه، فوافقهم فيه وعمل بوصاياهم، فهو سعيد،
وإن لم يتقيد بهم، فعندهم دعوة الأنبياء حق، ولا تتعين طريقا للنجاة،
وهم يقرون أن للعالم صانعا مدبرا حكيما منزها عن مماثلة المصنوعات،
ولكن كثيرا منهم، أو أكثرهم، قالوا:
نحن عاجزون عن الوصول إلى جلاله بدون الوسائط ؛
والواجب التقرب إليه بتوسط الروحانيين المقدسين المطهرين
عن المواد الجسمانية، المبرئين عن القوى الجسدية،
المنزهين عن الحركات المكانية والتغييرات الزمانية،
بل قد جبلوا على الطهارة، وفطروا على التقديس.
ثم ذكر أنهم يعبدون هذه الوسائط ويتقربون إليها،
ويقولون: ( هم آلهتنا وشفعاؤنا عند رب الأرباب، وإله الآلهة )
ثم قال، رحمه الله:
( فهذا بعض ما نقله أرباب المقالات عن دين الصابئة
وهو بحسب ما وصل إليهم، وإلا فهذه الأمة
فيهم المؤمن بالله وأسمائه وصفاته وملائكته ورسله واليوم الآخر
وفيهم الكافر،
وفيهم الآخذ من دين الرسل بما وافق عقولهم واستحسنوه،
فدانوا به ورضوه لأنفسهم. وعقد أمرهم أنهم يأخذون
بمحاسن ما عند أهل الشرائع بزعمهم،
ولا يوالون أهل ملة ويعادون أخرى، ولا يتعصبون لملة على ملة.
والملل عندهم نواميس لمصالح العالم،
فلا معنى لمحاربة بعضها بعضا بل يؤخذ بمحاسنها وما تكمل به النفوس،
وتتهذب به الأخلاق،
ولذلك سموا صابئين كأنهم، صبؤوا عن التعبد بكل ملة من الملل،
والانتساب إليها،
ولهذا قال غير واحد من السلف: ليسوا يهودا ولا نصارى ولا مجوسا.
وهم نوعان صابئة حنفاء وصابئة مشركون ؛
فالحنفاء هم الناجون منهم وبينهم مناظرات ورد من بعضهم على بعض،
وهم قوم إبراهيم كما أن اليهود قوم موسى ،والحنفاء منهم أتباعه ) أحكام أهل الذمة 1/92-98



وأعتذر عن الإطاله لكنها مما يقتضيه هذا المقام

.

الحنشل
03-12-2005, 21:36
بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...

وأنتي يابنت النور جزاك الله كل خير واجزل لك المثوبه

سعدت بحضورك

الحنشل
03-12-2005, 21:44
بارك الله فيك وفي ماتقوم به

مدري وش اقول يا الزقروطي

ما اقول الا الله يجزاكم خير على اهتمامكم بالمضيف الاسلامي

و الله يسامح ويغفر لمن اهمل هذا المضيف

وما أعطاه حقه من مشرفين واداريين واعضاء

سيدة القـــــلم
06-12-2005, 16:04
جزاك الله عني خير الجزاء اخوي الحنشل.. ورحم الله والديك واثابك الثواب الجزيل.. ..

واذا ماعندك مانع بأذن الله بيكون لي عوده بخصوص الأيـــه هذي..


وقد ذكر الله سبحانه النوعين في كتابه، فقال:
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُون } البقرة/62،

الحنشل
09-12-2005, 08:57
اهلا بك مجدداً يا سيدة القلم

عودي متى ما عن لك ذلك

&^^مهــــا^^&
18-12-2005, 09:38
الله يعطيك العافيه على موضوعك

وجزاك الله خير

وجعله الله في ميزان اعمالك

الحنشل
18-12-2005, 22:48
وانتي جزاك الله كل خير وجعل ما قرأته
في ميزان حسناتك وحجة لك لا عليك

سعدت بحضورك يا مها

ولدالسيافا
19-12-2005, 00:57
وفقك الله وسدد خطاك

سيدة القـــــلم
20-12-2005, 17:28
السلام عليــــكم..

مـ,,,ـــاء الطمئنينه..


اعتذر على تكرار عودتي اخي الحنشـــل.. ولكـــن اردت التعلــــم منــــك او من اي عضو صااحب علــــم..

واسألــ الله ان لايحرمــــك اجر تعليمــــي..



ارجـــوا تفسير هذه الأيـــــه..

وقد ذكر الله سبحانه النوعين في كتابه، فقال:
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُون } البقرة/62،
يقول الله عـــز وجل بالأيه ان الذين أمنوا و الذين هادوا و النصـــارى والصابئــــين ... الى اخر الأيه

الواو هنـــا .. هل هي للجمع او العطـــف..او ماذا تعنـــي .. ؟!!






ولي طــــلب اخر ان سمحـــت لي ..









ياحيي وسع صدرك علي.. n)

قبل فتره قرأت هنا لك موضوع يتحدث عن المذااهب.. وماقدرت اقرااه لأني مشغوله بذااك الوقـــت..

والحين دورته بالمضيف الأسلامي مالقيته.. :a:

ياليت تفيدني وتعطيني رابط الموضوع..






جزاك الله خير...

الحنشل
20-12-2005, 22:02
ولد السيفا

اهلا بك ومرحبا شرفت الموضوع وصاحبه بهذه الزياره

الحنشل
20-12-2005, 22:14
أهلا بعودتك من جديد

بالنسبه لسؤالك الثاني أعتقد أن الجواب قد وصل لك

و بالنسبه لسؤالك الأول

قال ابن القيم:

( قلت: الصابئة أمة كبيرة، فيهم السعيد والشقي،
وهي إحدى الأمم المنقسمة إلى مؤمن وكافر،
فإن الأمم قبل مبعث النبي، صلى الله عليه وسلم، نوعان:
نوع كفار أشقياء كلهم، ليس فيهم سعيد، كعبدة الأوثان والمجوس،
ونوع منقسمون إلى سعيد وشقي، وهم اليهود والنصارى والصابئة،
وقد ذكر الله سبحانه النوعين في كتابه، فقال:
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُون } البقرة/62،
وكذلك قال في المائدة، وقال في سورة الحج
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } فلم يقل هاهنا: من آمن منهم بالله واليوم الآخر، لأنه ذكر معهم المجوس والذين أشركوا ؛
فذكر ست أمم، منهم اثنتان شقيتان،
وأربع منهم منقسمة إلى شقي وسعيد،
وحيث وعد أهل الإيمان والعمل الصالح منهم بالأجر ذكرهم أربع أمم ليس إلا،
ففي آية الفصل بين الأمم أدخل معهم الأمتين،
وفي آية الوعد بالجزاء لم يدخلها معهم،
فعلم أن الصابئين فيهم المؤمن والكافر، والشقي والسعيد.
وهذه أمة قديمة قبل اليهود والنصارى، وهم أنواع:
صابئة حنفاء،
وصابئة مشركون ...إنتهى)

ولدالسيافا
20-12-2005, 22:53
الله يجزاك خير على الموضوع المتميز والله يجعله في موازين حسناتك



شكرا على اسمي المتميز ولد سيغا




الله يجعلّك في كل طريق تسلكه نور

الحنشل
20-12-2005, 23:07
شكرا على اسمي المتميز ولد سيغا

ههههههههههههههههه

ولد السيفا والله يا خوي اكتب اسمك صح

بس عندي الفاء مو موزون

ولد السيغا << حرف غ

ولد السيفا << حرف ف