المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابراهيم الأسود !!؟؟



راعي الوقيد
21-09-2005, 22:06
http://www.shmmr.net/upload/up/up/5bs0.gif

اترككم مع هذا اللقاء مع الشاعر ؟؟

إسمي إبراهيم عبد الحميد الأسود ، ولدت عام 1952 في قرية سورية ذات طبيعة جميلة تقع على الشاطئ الشرقي لنهر الفرات ، اسمها هجين ، هي الآن مدينة بحسب التقسيمات الإدارية ، درست حتى ( سنة رابعة إبتدائي ) ، ثم صُـرفت عن التعليم بفعل ٍ مبنيٍّ للمجهول ، إلا أنني كنت محباً للكتاب شديد الشغف بالمطالعة ، و بخاصة ما يتعلق بالأدب و اللغة والشعر ، و بهذه الطريقة _ التي تشبه أن تكون سماعية في التعلم _ إكتسبت ثقافتي ، و قد داعب الشعر خيالي عام 1967 – 1968 كمحاولات ، ثم كتبت القصيدة الصحيحة حين وُجـِدت للشعر دواعيه ، و كان ذلك عام 1976، في قصة لا محل لذكرها .
وأنا الآن عضو إتحاد الكتاب العرب ، ولديّ ثلاثة دواوين مطبوعة ، هي : ( إلى المقتولة ظلماً ، أرجوان على شفة الجرح ، من رماد القلب ) وأربعة مخطوطة ، وسلسة أخرى مستقلة من الشعر الساخر والناقد ، اسمها (شواخص) بلغت حتى الآن أربعة دواوين إثنان منها قيد الطبع ، فيكون عندي أحد عشر ديواناً ، المطبوعة منها خمسة .
كتبت القصيدة ذات المائتي والثلاثمائة بيت ، والشاخصة ذات البيتين والثلاثة ، والكثير مما هو بين ذلك .
كما إن لدي ثلاث روايات ، إحداها مطبوعة وعنوانها ( وداعاً يا حطام العمر ) و ( شجرة الظل ، و أنامل الشيطان ) ما زالتا تنتظران ... والقليل من المحاضرات والمقالات الصحفية والدراسات النقدية

و أي حـديثٍ يـوجـع القلبَ و قـعُـه ** كأن توئس المشتاقَ من عَوْد غائبِ

و أي عـذابٍ للـمـشـاعـر مـثـلـمـا ** يـعـذبـهـا مــرأى خُـلُــوّ الـمــلاعــبِ

لك الله يا قلبي المُعنّى إلى متى ** تُـقَـطّـعُــك الأحــــزان إثر الــذواهبِ

لكِ الله ياعيني التي جفّ مـــاؤها ** و لـمّـا تـزل جــــيّاشةً بالسحـائــبِ

فـآكل من مُـرِّ الأسى لا أسيغـــهُ ** و تـأكل ديــدان الأسى من أطايـبي

و لقد ورثـت اليوم نعـليْ ( حُـنْـدُج ٍ) ** و سُـلـبـتُ حـقـاً لـي بـــإرث الـتـاج ِ

و رقى إلى قُـلَل الـمـعـالي أعـجَـمٌ ** و ظـلـلـتُ مـقـبـوراً أنـا و نـتــاجــي

فـلعـنتُ عصراً أصبحت فـيـه الـذّرى ** نـهـبـاً لـكـل مـنـافـــق ٍ و مُـــــداج ِ

حندج << امرؤ القيس

وله:-

تـضـايـقني الأرزاء حـتـى كــأنـنـي ** عـلى سعـة الأرجاء أرقـد في حبس ِ

و يعـبسُ في وجـهي الزمـان مـقـطِّباً ** كأن زماني من بـقـايا بني عـبس ِ

و يمشي على رجلين ناسٌ ،و بعضهم ** عـلى أربع ٍ.. أمّا أنا فعلى رأسي

و من أدعـياء الشعـر من عـاب أنـني ** شربتُ و أهلَ الجاهلية من كـأس ِ

و يعـرض عـن شـعري و يـنفر طبعه ** كما ينفر الشيطان من آية الكرسي

وله:-

يَمُنُّ عليّ الـدهر أن كنت شاعراً ** وكم شاعر ٍ قد مات جوعاً وكاتبِ

ولو كان لي رأيٌ رفـضتُ ، لأنـني ** أريد حياتي ... لا هــراء مـواهبي

و إني لتوّاقٌ إلى ساعةٍ ، يـفي ** ليَ الزمن الغدّار من بعض واجبي

و هيـهات ، إذ لو أفـلتتني نُيوبُهُ ** تـلقّفـَني من فــورهِ بالمـخــالــبِ

وله:-

تـغـزّلتُ حتى أنهـج الفـتـلُ مـغـزلي**و جانيتُ عرفاً لَحمة القـول و السَّدى

و كـل بحـور الشعـر أوطــأتُ قـــاربي**و أخــرجــت مـنـهــا لــؤلــؤاً و زمــرّدا

و عُـلِّمت سجـع الطير بـومـاً و بـلبـلاً**سجـيّـة طـبع ٍ فيّ ليست تـجـَـهُّــدا

فــإن شـئتُ أبكـيتُ الأوابــد نـاعـيـــاً**و إن شـئت أطـربتُ الجـمـاد مـغــرِّدا

و أنا شاعرٌ غَـز ِلٌ بكل جزيئات روحي .. و الحب أحسبه المادة الأساس في تكوين المشاعر ، و عنه تتفرع كل عناصر القضية الوجدانية :

و لِعتُ بالحب طفلاً ، ثم شبتُ ، وها ** قد شبّ فيّ وشاب الهاجسُ الولَعُ

قـنصتـُه في متـاهـات الصِّـبا حـدَثـاً ** قوسي صليبٌ و مُـهـري ضامرٌ جذَعُ

و لــــم أزل تـتـصـبّـانــي بـــــــوادرهُ ** و شرطـُه قـائمٌ ... و الحظ مضـطجـعُ

مـلآن منه خـوانـي طـافـحٌ قـدَحـي ** و لـيس لـي مـنـه لا ريٌّ و لا شِــبَـعُ

و لي في هذا الفن أفلاك مشرّعة ، و ديوان خاص ، و غير الديوان قصائد تعد من عيون الشعر ، منها قصيدة ( لابسات الشنوف ) ، وهذه أبيات من قصيدة أخرى تصلح أن تكون مثالاً :

و تـقول عاذلتي : تصـبَّـرْ عنهمُ ** أو فاستـعـض عن هاجر ٍ بسواهُ

نـِعـم الـدواءُ الصـبرُ ، إلاّ أنــني ** جـربــتُــهُ فــازداد مــا ألـقـــــاهُ

و لربما استبدلتُهمْ بسـواهـمُ ** لـو كــان في الدنيا لهم أشـبـاهُ


أمّا الحدة و الجرأة ، فنسبتهما في شعري أكثر منها تواجداً في طبعي ، لأنني ( إنساناً ) لا أحتاج إليهما دائماً ، أمّا ( شاعراً ) فلا أتصور أن يكون أي صاحب رسالة إلاّ جادّ اً حادّ اً ، و لست أدري من القائل : على الشاعر أن يضع في شعره ناراً ، أو أن يضع شعره في النار .



زماني ألقـى بي إلـى صُمِّ جندلِ ** و لو شاء ألقاني على موطئ ٍ دهس ِ

و لكنّ نـفـساً أعجـز الهـمَّ قـتـلُـها ** من الغـبن أن تُـبـتـاع بالثـمن البخس ِ



● الشعر الحديث ..
هذا الذي أكثروا فيه مـدحاً و قـدحاً ، بين مؤيد و معارض ، قد تكون أشـرعت قـاربـك في بحره ، أو على الأقـل : ما هي علاقتك به ، و كيف تنظر إليه ؟؟

●● الشعر الحديث ، كائن مستعرب يجب التعاطي معه و لو لإثبات عدم معاداة السامية . ( هذا لتبتسمي )
و الحقيقة قريبة من هذا ، فالشعر الحديث لا يمكن إخفاء هُجنته ، إلا أن من يتعاطاه يشعر بتعال ٍ وأبـّهة كمثَل من يتزوج أمريكية ، و هذا الشعر و إن كان أجنبيّاً فهو مستورد بطريقة يساندها العرف و القانون ، و قد تواضَعَ عليه الناس فصار أمـراً واقـعـاً ، لا يستطيع أحد إنكار شخصـيته ، و لا انتقاص هيـبـته ، كأي وافد إلينا من الغرب ! .
يقـول المناهضون له أنـه مـولـود غير شرعي ، و الشرع يقـول : الولد للفراش ، و يقولون أنه بدعه ، و أنا أقول إنه بدعة حسنة ، و أرى أن سر جماله في كونه بدعة ، و أزعم لو أنه جاءنا مبكراً لـَعدّهُ علماؤنا الأقدمون أحـد ضروب البديع ، و قد نبغ فيه عن جدارة فـائقـة مثل السياب و محمود درويش و نزار قباني و الأبنـودي .. و ناهيك بأحمد مطر قبل و بعد كل هؤلاء .
و أنا شخصياً لي فيه قليل من الخبرة و قليل من التجربة ، كهذه الشاخصة :

غلط


صـوتٌ عَـلا
مَـلأ الفـضـاءَ مُـجـلـجِـلا
صـوتٌ فـقـط ..
....... لا شيءَ غـيـرَ الـصــوتِ قـَـطْ
قـال : " الشلام عليكمُ "
قـالـوا : هَــلا
نـادى : ألـستُ بـربِّـكـم ؟
ذُهِـلَ الـمَـلا
قـالـوا : نـعـم …
قـالـوا : بـلـى ...
و تـضـاءَلـتْ أنـّاتُ " لا " بـيـن الـلـغـطْ
أوَ مـا هـنـاك ( ابنُ جَـلا )
يـضـعُ العـمامـةَ
ثـم يُـعـلِنُ صـائـحاً :
...........................غـلـطٌ ... غـلـطْ

إن السلامَ لـه نَـمَـطْ
إن السلامَ
.......................( الـيـعـرُبـيًّ )
.....................................بلا نقط !!

وللحديث بقيــــــــــة:)

وسلااااااااااااام ...

راعي الوقيد
21-09-2005, 22:10
^
^
بقية الحديث !!

●● هـناك أركان خمـسة لابـد من وجـودهـا لدى الأديـب ليـجوز أن يسمى مبدعاً ، و هي على التوالي العكسي : اللغة و الموهبة و المعاناة و الحس و شيء آخر سماوي ، و هذا الأخير لا يكون لازماً لكل أديب إلاّ للشاعر ، و لا لكل شاعر إلاّ المطبوع منهم ..
هذه الخمسة هي العناصر الحقيقية للبيئة المثلى التي تنمو فيها بذرة الإبداع ، أما الماء و الخضراء و الوجه الحسن ، فهي في الأغلب الأعم مسألة ( فانتازيا ) ...
و الشاعر إذا توفرت له الرفاهية سُـدّت لديه منافذ الروح .
و الشاعر لا بد أن يبقى دائماً تحت أصابع الأقدار تدغدغه ، و كأن عمره جملة موسيقية في فكر مؤلفها ، فكل ضغطة من كل إصبع تضيف نغمةً لها جَرْس مختلف ، و هكذا .. ثم لا تنتهي المعزوفة أو لا تكاد ! ...
و الشاعر في دنياه ، كالمؤمن في الجنة لا يجوع فيها و لا يعرى ، و في دنيا الناس كالكافر في النار لا يموت فيها و لا يحيا ، و هو يعيش النقيضين في الـوقت الواحد ، و إنما اختلف عن غيره من الناس لأن الناس أرضيّون بالكليّة ، أما هو فسماوي بقدر مّا .. بقدر ما فيه من شاعرية !
و الشاعر يا ابنتي ، إذا تمت له شاعريته لم يعد محميّـاً من أي أنواع المآسي ، فليس عجباً أن تكون صورته معفرة بألوان من الغبرة ولو بعدد ألوان الطيف .

و الشاعر الجدُّ " مثلي " قـد تكون له ** ضـرورةً نُــوَبُ الأيام ، و الـفُـجَـعُ

كالنـار ، يعـتدُّهـا من أجل صنعـتـِه ** _ و إن تضرر منها _ الصيقلُ الصَّـنَعُ !

و الشاعر فراشة أحلى ما يحلو في عينها النار ، ثم لا تكتفي أن تحوِّم حولها حتى تقذف بنفسها فيها !
و الشاعر يا ابنتي ... الشاعر يا ابنتـي ...
لكن .. يا لـغــفلتـي : كيـف سـمحـت لنفـسي أن أحـدثـك عن الشـاعـر و ظروفه و عناءاته و البيئة الأفضل للإبداع ، و أنت شاعرة !!!


كان الشعر يـبـني مـفـاخر و أمجاداً و يهدم بيوتاً و مجتمعات ، رفع سلولاً و بني أنـف النـاقـة ، و وضـع بجيـلـة و نميراً و عامـلة .. و حتى عهد قريبٍ و الشعر له أثر قوي _ سلباً و إيجاباً _ في أوساطنا العربية ، تُرى : ما هو دور الشعر في حياتنا الآن ، و هل لازال للكلمة تأثيرها ؟؟

●● كان العربي في الماضي يحرص على الفضيلة حرصه على الحياة ، لا بل أشد ، و كان أنفَسُ الأمجاد أغلاها تكلفة ، فلا أهون من حياة أحدهم يقدمها ثمن مكرمةٍ يضيفها إلى مفاخر قومه لتزيد في بناء المكارم مدماكاً .. و لا أشَقَّ عليه من هنةٍ تعرض له ، يعجز عن درئها بنفسه أو ماله أو ولده ، فتترك في شرفه ثلمة !
أما اليوم فقد تعطلت مفاهيم القيم و هبط منسوب الأخلاق ، و أصبحت العروبة تعيش حالة من الهدم ، و هذا الهدم لم يقتصر مخططه على كياننا المادي فحسب ، بل لابد أن واضعيه أدركوا أن مقومات وجودنا المادية كلها لواحق لشيئين ( معنويين ) هما اللغة والدين ، فبقدر ما يمكنهم النيل من لغتنا و ديننا فــالعـنــاصر المــادية الأخـــرى من سياسة و اقتصاد وغيره ستكون تبعاً لذلك ، طبعاً .. لأن مشقة و تكلفة هدم أي بناء ، يختصرها هدم قواعده ، و دين أمتنا ولغتها هما قاعدتا وجودها بالضرورة .
و لن أكلفكِ ألم الخيـبة جرّاء نظرةٍ بسيطة يلقيها المرء على مصيبتنا في ديننا ، و لكن في مجال اللغة أقـول : هناك مجرمون كبار مدفوعون من جهات بعيدة ، أبطلوا دور الشعر في حياتنا وأفقدوا الكلمة تأثيرها ، إنهم بدعوى التجديد و التطوير و مواكبة التقدم ، عمدوا إلى قتل الجينات الوراثية في الأدب و الشعر وكل الموروث الثقافي العربي ، ثم إلى تعويضها بغيرها من جنس آخر غريب عنها ، مما أدى في النتيجة إلى استيلاد مخلوق مشوه ، تنطبق عليه صفة الخَرْق أكثر من صفة الخَلْق ، و قد قلد هؤلاء كثيرٌ من الهمج الذين يتبعون كل ناعق ، و معلوم أن أخطر الفيروسات أسرعها انتقالاً بالعدوى ، و معلوم أيضاً أن أكثر المجتمعات احتضاناً للأمراض أقلها تحصناً .
و بالتالي فحين ستُكتشف المؤامرة سيكون المولود قد دَبَّ و درج بيننا على صورة من الشذوذ و المسخ ، و نجح من زيّن الفكرة لأوباشنا و أعدّ لها ما استطاع من قوة عبر القرون .
و اعلمي يا سيدتي أن لكل شيء قيمـة واحــدة إلا الكلمة ، فإن لها دائمـاً قيمـتان ، قيمة معناها و قيمة أثرها .
فإذ لا قيمة للشعر اليوم في حياتنا ، فلأن الكلمة و حياتنا معاً فقدتا معناهما ، و الأشياء إذا فقدت معناها فقدت خاصية التأثير و التأثر .
قيسي درجـة السمو الخلقي عندنا ، تـظـهـرْ لك مسافةُ ما بين كثير من أدبـائـنا و بين الأدب ، و ما بين كثير من شعرائنا و بين الشعر ، أعني منهم الذين اتخذوا من الغربيين أرباباً آلهةً يتعبدونهم بالتبعية لهم :

المـنـتمـين لـ " كونداليزا " عن مَـعَـدٍّ .. أو نـزار
الصـاعـدين مـن انحـدار ٍ .. لانحـدار ٍ .. لانحـدار ِ
المكثرين النقّ في المستنقعات وفي المجاري
قــومٌ أضاعوا مجدهم ، و أتـوْا بمجـدٍ مـسـتعار
صعبٌ على صدئ الحديد يصوغ مجداً من نُضار!!!

فكيف للشعر أن يكون له دور في حياة أمةٍ تخلت هي عن دورها في الحياة ؟!
و كيف يبقى للكلمة تأثيرها إذا تحولت في فم قائلها ، إلى نوع من الهذيان الذي لا تُستخلص منه جملة مفيدة ؟!
حضرتُ يوماً أمسيةً شعرية في مدينة كبرى ، جذبتني إليها الدعاية القوية ، و بريق الأسماء و بهرجها الزائف ، و حين سئلت عن رأيي فيما قدم هؤلاء الشعراء ( المبدعون ) أجبت بهذين البيتين :

رجــلٌ يـعــوي .. و كلـبٌ نـاهـــقٌ ** و حـمـارٌ مـرهـفُ الـحـسِّ يـَمـــوء

حـاولـوا عكس سجـاياهمْ ، فقل** : سوءُ تقليد ٍ ، و قل : تقليدُ سوء

هؤلاء هم لغويونا المفترضون ، بل هم أعلى منزلة لأن اللغويين كانوا يأخذون عنهم شواهد اللغة .
و مثَل أمتنا و ما يراد بها ، كمثل ذلك الأسد الذي كان يعيش في حرش مجاور لبعض قرى البادية ، فذهب أهل القرية يحتالون له حتى تمكنوا من صيده حيّــاً ، فجاءوا به و ربطوه إلى زاوية في الحظيرة مع الغنم ، بحيث لا يتمكن من أذاهــا و لا تتمكن هي من الفرار منه ، أياماً ثم أسابيع و شهوراً من الجوع و القهر و الذل ، و فوجئ القوم ذات يوم بأن الأسد يثغـو مثل نعاج الزريبة ، لقد نسي زئيره أو تركه حين لم تعد به إليه حاجة ، و أصبح ينافق الحياة بتقليد أصوات ما حوله من الأغنام !!


● أنت قلت أن الحالة الشعرية تباغت الشاعر بلا موعد ، و أنا أقول إن الأحداث أيضاً كذلك : ماذا عن ملكة الإرتجال لديك ، و هل هي خصوصية عند بعض الشعراء أم كلهم ، و هل من حدثٍ تسميه لنا فاضَ فيه قلمك فكتب قصيدة ؟

●● نعم .. الأصل في الشعر هو الإرتجال و ليـس الكتـابة و التـفـكـير و تدخين سيجارتين على البيت الواحد ، و لا يعد شاعراً من لا يملك القدرة على ارتجال الشعر ، و الإرتجال يُعنى به حضور البديهة ، و هذه من ألصق صفات الشاعر به ، و متى كان الشخص شاعراً كان بالضرورة الحتمية ذا بداهة و مرتجـِلاً ، و المواقف التي اقتضتني أن أرتجل فيها شعراً كثيرة جداً ، أذكر أحدها على سبيل الطرفة :
في دمشق منذ ثلاث سنوات شاركت في أمسية شعرية مع عدد من الزملاء أعضاء اتحاد الكتّاب ، وحين جاء دوري في الإلقاء قدّمني عريف الأمسية باسمي ( إبراهيم الأسود ) فنهضت من آخر الصالة ، و في طريقي إلى المنصة لاحظت أن إحدى الحسناوات لفت انتباهها اسمي ، فلفتت جيدها لترى هذا الشاعر الذي لم تسمع به ، و حين رأتني أسمر ، كأنما أوحى لها تناغم الإسم واللون بمقولة ( اسم على مسمّى ) فضحكتْ بصوت مسموع و همست إلى التي بجانبها ، و من على المنصة نظرت إليها و هي ما تزال مبتسمة ، فطلبت قلماً من الحضور و كتبت الأبيات التالية ثم ألقيتها متوجهاً إليها بالقصد :

إن أكن أسوداً كما نوَّه اسمي ** فلها الذنب ... و المـلام عليها

جمرةً كنتُ ، فحمـةً صـيّرَتني ** و اشتهتني خالاً على خدّيـها

أنا راض ٍ لـولا ظـنـون الأعـادي ** أنني قد سـقطت من عيـنيها

فما كان أسرع من أن و قفت الشابة تعتذر و هي تحاول إخفاء وجهها المحمرّ و عينيها المبللتين وسط تصفيق الحضور .
أما الحدث الذي فاض فيه قلمي ، فهو الآخر تكرر مرات ونتج عنه قصائد عديدة ، منها قصيدة ( من على سرير الموت ) و هي التي نوهت آنفاً أنها تضمنت وصيتي ، و قصيدة ( حديث الهوى ) و هي في ذكرى مـولد رسول الله نبـيـنا محـمـد صلى الله عليه و سلّم ، و ( الرواية العصرية لمعلقة عمرو بن كلثوم ) تخيلت فيها أن أمريكا اكتشفت قبر الشاعر المذكور ، فأخذت خليةً من رفاته ثم قامت بعملية استنساخ ٍ له ، و بعد أن بلغ أشده طُلب منه أن يقول معلقته الشهيرة ، فقالها ، و لكن بلسان حاله كشاعر أمةٍ تعاني هذا الواقع الراهن ، و قصيدة ( آيات جنين ) كتبتها يوم نفذت هدفها السامي الفتاة الفلسطينية الشهيدة آيات الأخرس ، و قصيدة ( بغداد ) في هذه الكارثة الأخيرة .
هذه قصائد فاض بها قلمي فكتب ، و كأنما كان يكتب لوحدهِ !!
و بالمقابل _ و هو من العجب العجاب و الشيء المؤسف _ فقد حدث أن منيتُ بيوم جلل تمنيت أن يفيض فيه قلمي فلم يستجب ، و لا زلت شديد الحزن على الحدث و أحاول استدراكه فلا أستطيع ، و لا زلت لا أعرف معنىً لذلك ، إنه يوم وفاة والدي ، و كان شيخاً ذا مقام و رجلَ دين ٍ مجاهداً لنفسه ، طاهراً ورعاً تقياً نقياً .. رحمه الله !!

والسلاااااااااام ...
..

شام
22-09-2005, 00:09
يا سلام عليك يا راعي الوقيد ...
فعلاً كتبت فأبدعت وجلبت فنورت قلوبنا وعقولنا عن الشاعر الذي لم أسمع به من قبل ...
معقول يكون لدينا شعراء و لا نعرف حتى أسمائهم ...
للأسف هذا واقعنا والمسئولية تقع على من ؟؟؟ علينا أم على وسائلنا الاعلامية ...
أخي راعي الوقيد :
لا كلمة شكراً ولا كلمة صح لسانك ولا أي تعبير يعطيك حقك ولكن أقول جزاك الله عنا كل الخير أخي ...
ودام لنا هذا الأفق المتسع وهذا العالم الكبير من المعلومات والبحث عن المادة الهادفة والمفيدة ... المتجسد بروعة قلمك سواء منقول أو من ابداعك الشخصي ...

راعي الوقيد
22-09-2005, 01:04
العفو العفو اختي ايمان:)

هذا عااد من ربعكم شلون ما تعرفينه .!؟

على العموم ,,

مشكورة اختي على الحضور المميز والإطراء لاهنتي:)

تحيتي لك ،،،

والسلااااااااااام ...
..

شام
22-09-2005, 01:27
الأخ راعي الوقيد ...
نعم هذه هي الحقيقة ,,, ربما التعتيم على الشعراء عندنا هواية ,,
فالمناهج والمصادر عندنا تكرس اهتمامها على بضعة شعراء وكأن الكون قد خلى من ألوان وأنماط شعرية وشعراء ...
أسفة على المداخلة ولكن هي الحقيقة من ربعنا ... زمن خلى الأخ ينسى أخوه وسط تلك العواصف والأعاصير ...
فاسم مغني مثل جاكسون وغيره أشهر من نار على علم ..
أما شاعر - كاتب - مخترع فهم خلف الستار ,,,
يؤسفني هذا الوضع ولكنها الحقيقة ...
عذراً من جديد أخي فالموضوع فعلاً فاجأني وشد اهتمامي

الجازي
23-09-2005, 23:29
مصيبة إذا كان من بيننا أمثال هذا الشاعر الفذ ولسنا نعلم عنه شيئا ,,

راعي الوقيد ,,

لاأدري كيف أشكرك على هذه الإطلالات الرائعة التي تتحفنا بها بين الفينة والأخرى ,,

خالص شكري وتقديري >>>>>>> هالمرة لاتقول لي خالص جلبي :)

راعي الوقيد
24-09-2005, 23:18
حياتس الله يالريــــــــــــــم:)

كل ما قمت به هو إطلاعكم على ما قرأت

ورأيت انكم تستحقون مشاركتي ذلك !! ليس إلاّ:)

لك التحيــــــــة اختـــــــــي ،،،

والسلااااااااااام ...
..