المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : * (أب للبيـع) *؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



الرعب
22-07-2004, 15:38
((أبٌ لِلبيــع)):
=======

هذه القِصّةَ نُشِرَت في مجلَّة "دار الملاحظة" -العدد الثاني- بعنوان "أبٌ للبيع" !!

يَروي أحد المدرسين في دار الملاحظة – وهي دار مخصصة للأحداث الذين يرتكبون بعض الجرائم الأخلاقية أو غيرها من الجرائم – يقول:
من أعجب الحالات التي قابلَتـنْا في ميدان العمل الاجتماعي حالة "حدث" كان موجودا في قضيه(أخلاقية) فبعد انتهاء مدته في الدار قمت بإبلاغه بانتهائها وأنه سيطلق سراحه في الأسبوع القادم ومطلوب منه إبلاغ أهله في الزيارة لإحضار الكفاله اللازمه.. فانخرط الحدث في بكاءٍ شديد ظننْـتُ في البداية أنها دُموع الفرح لخروجه من الدار ولكن استمرار البكاء وتعبيرات الحزن والقلق على وجهه جعلتني أنتحي به بعيدا عن إخوانه وأسأله عن سبب ذلك.. فإذا به يقول: لا أريد أن أطلع من الدار.. أرجو إبقائي هنا.. !! ماذا تقول؟! (قلتها وأنا في دهشة).. قال:أريد أن أبقى في الدار فالدار بالرغم ممّا بها من قيودٍ لِحُرِّيَّـتي فهي أفضلُ من بيتِ أبي..!! قلت له:لا شك أنك مخطئ.. فلا يوجد مكان أفضل من منزل الأسرة.. رد قائلا: اسمع قصتي واحكم بنفسك. قلت:هات ما عندك. بدأ الحدث ابن الثالثة عشرة يروي قصته فقال:

(توفيت والدتي منذ حوالي ثمانية أعوامٍ وتركَتْـني أنا وشقيقةٌ تصغَرُني بعامين..وبعد وفاتها بِعِدَّةِ شهورٍ أبلغَني أبي أنه سيتزوج .. وستكون لي خالة في مقام أمي ..لم أستوعب جيدا هـذا الكـلام لِصِـغَرِ سني..وبعد حوالي أسبوع أقام والدي حفل عرس كبير وجاءت زوجة أبي إلى المنزل. عاملتنا خالتي في بداية الأمر معاملةً طيبةً ثم بدأَتْ مُعامَلَتها تتغـيَّرُ بالتدريجِ،فكـانت دائمةَ الشكوى لوالدي كلّما عادَ إلى المنزلِ من عمله.. فتقول له:إبنُـكَ عمل كذا وابنتك فَـعَلَتت كذا.. ولم يكن أبي -الذي يعود مرهقا من عمله-لديه استعداد لسماع المشكلات وحلها كما أن صِـغَرِ سـنُّنا وضِعف قُدُراتنا أنا وشـقيقتي على التعبير لم يكن يسمح لنا بالدفاع عن أنفُسِنا..أمامَ القصص التي تختَلِقُها زوجة أبي وتجيد حبكها وروايتها.

في البداية كان أبي ينصحُنا وأحيانا يوبخنا..ثم تطوَّرَ الأمرُ -مع استمرار القصص والشكاوي- إلى الضربِ والسباب والإهانات وازداد الأمرُ سوءاً بعد أن رُزِقَ أبي بِثلاثةٍ أولادٍ من زوجته.. وبمرور الأيام تحوَّلْت أنا وشقيقتي إلى خدمٍ بالمنزل:علينا أن نُلـبِّي طلباتُ خالتي وأبناؤها.. فأنا مسئولٌ عن شراءِ كلُّ ما يحتاجُهُ البيتُ مِن السُّـوق وشقيقتي مسئولةٌ عنِ التنظيفِ والعملِ بالمطبخ..وكـنّا ننـظُرُ بِحسَـدٍ إلى أبناءِ أبي الذين يتمتَّعـونَ بِالحُـبِّ والتدليل وتُستَجابُ رغباتُهُم وطلباتهم..وكان أبي يشعرُ أنني وشقيقتي عِبْءٌ عليه وعلى سعادته، وأننا دائما نتسبَّبُ في تكديرِ جو البيت بما تقُصُّـهُ عليه خالتي من قصصٍ مختلفةٍ عنا.. وكان ردُّ فِـعلُ أبي:السُّـباب الدائم لنا!! ونعتنا بالأبناء العاقِّين.. وأنه لن يرضى عَنّا إلا إذا رَضِيَت عنا زوجتَهُ وأبناءَه..كما أَطلَقَ علينا النُّعـوتَ السيئة، وكان الجميعُ بالمنزل ينادوننا بها حتى كِدنا ننسى أسمائنا الحقيقية ..وكُنّا محرومينَ من كُلِّ شيءٍ –حتى المناسبات التي تُدعَى إليها الأسرة – كنا نُحرَمُ مِنها ولا نذهب معهم. ونجلس وحدنا في الدار ننعي سوءَ حظَّنا.وهناكَ حادثةٌ لا أنساها حدثَت في الشتاءِ الماضي..فقد أحسسْتُ بِتعبٍ شديدٍ في بطني وطلبَت مني خالتي أن أخرُجَ لشراءِ خُبزٍ للعَشاء..وكانت البُرودَةٌ شديدةٌ..فقلت لها:إنني مريض ولا أستطيع الخروج الآن..فقالت لأبي إنني أتمارض حتى لا أقوم بِما هو مطلوبٌ مِنّي !! فانهالَ أبي عليَّ ضرباً وصفْعاً وركلا..حتى سقطْتُ مِنَ المرضِ والإعياء..واضطروا إلى نقلي لِلمُستشفى عندما ساءَت حالَتي ومكـثْتُ في المستشفى خمسَةُ أيّامٍ،وبِالرغم منَ الألمِ والتعب،فقد استبْشَـرْتُ خيراً بهذه الحادِثَةُ،وقُلتُ: لَعلَّها توقِظُ ضميرُ أبي وتجعلَهُ يُراجِعُ نفسَـه..إلاّ أنّهُ -للأسف- استمَرَّ على ما هو عليه.. وبدأْتُ بعدَ ذلِكَ أعرِفُ طريقَ الهُـروبِ منَ المنزل.. والتقَطَني بعضُ الشّباب الأكبرُ سِنّا وأظهَروا لي بعضَ العطفِ الذي كُنتُ بِحاجةٍ شديدةٍ إليه..ومن خلالِ هذه المشاعِر المُزيَّـفة،استَطاعوا خِداعي.. وانزلَقْتُ معَهُم في الإنحِرافِ الأخلاقي،ولم أكُ أُدرك بشاعة ذلك،لصِغَرِ سِنّي وعدم إدراكي ..ثم قُبِضَ عليَّ في قضِيَّةٍ أخلاقيه..وأُدخِلْت الدّار، وعرفْتُ فيها مِقدار الخطأ الذي وقعْتُ بِه..وأحمدُ اللهَ على توْبتي.. فهل أنا على حق في بُكائي وحُزني وتمسُّـكي بِدارِكُم أم لا؟)
..وسكَتُّ بعد أن أثقلَ ضميري بالحِمْلِ الذي ينوءُ بِحمله الرِّجَال..فكيف بطفلٍ لم يبلُغُ مرحلَةَ الشباب؟ ! وحِرْتُ في الرَّدِّ عليه ،،

من الذي جَنى على هذا الإبن؟ ومنِ المسئولُ عَن هذِهِ المأساة؟!!..هل هي زوجَةُ الأبِ الّتي لم ُرع الله في أبناءِ زوجها؟؟

أم هو ذلك الأبُ الذي أنسَتْه زوجتَهُ الجديدة عاطِفةُ الأبُـوَّة،وأبعدته عن العَدْل؟؟! وجعلت مِنهُ دُمْـيَةً تُحرِّكُها بِخيوطِ أكاذيبِها وألاعيبِها؟؟!!


وشرد خيالي بعيدا وأنا أتخيَّل لو أن هُناكَ ((سوقٌ)) يختارُ فيهِ الأبناء الآباءَ الجيِّدينَ لِدفعِ هذا الحدَث كل ما يملكه ثمنا لأبٍ جيد ولكن.. كم يساوي ردل مثل أبيه الحقيقي في مثل هذا السوق..يا تُـرى؟؟!!


(منــقولٌ مِـن أحَـدِ المُنتــديات)..وضــعتَهُ بينَ أعيُـنِـكُم،،لم أزِد ولم أشـطُب،،فقط شكّلـتَها،حتى تسـهُـلَ قِـراءَتَها ووضـعتُ الفواصِلَ،وعـدّلت بعض الأخطاء الإملائيّه،فأرجـو المعذِرة إن أخطأْتُ،أو أطلْت ،،،

======

======

======
الرعــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـب