المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قيام رمضان .. التجارة الرابحة



المتوكل
10-11-2003, 12:22
بسم الله الرحمن الرحيماا ما أعظم أن يناجي المرء ربه في ظلمة الليل، حيث الهدوء والسكينة، وما ألذ أن ينفرد المرء بمولاه، ليصفي له العبادة ويزيد التقرب إلى ربه، إنه أمر جميل عظيم، ولكنه في نفس الوقت فيه مشقة وجهد ويحتاج إلى صبر وتدريب، إنه دأب الأنبياء والصالحين، وأعظم العبادات بعد الفرائض ، ومن أسباب دخول الجنان، والفوز بالدرجات العليا، ولذا نجد القرآن الكريم جعله من صفات عباد الرحمن، ومن الأسباب الموصلة إلى الجنة يقول سبحانه "والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما " ويقول " إن المتقين في جنات وعيون * آخذين ما آتهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين * كانوا قليلا من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم يستغفرون" والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : "أفضل الصيام بعد شهر رمضان، شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل" . رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه

قيام رمضان له مزية خاصة

وقد خص الله جل وعلا القيام ( التراويح ) في شهر رمضان، بمزيد من الأجر والفضل والثواب، ترغيباً للعباد في الحرص عليها والمسارعة إليها، وأجزل الثواب لمن أداها إيماناً واحتساباً، فجعله مع الصديقين والشهداء والصالحين، وأعطى من صلاها مع الإمام ولم ينصرف منها حتى ينصرف الإمام أجر قيام ليلة كاملة. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُرغب في قيام رمضان، من غير أن يأمرهم بعزيمة، ثم يقول: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك (أي على ترك الجماعة في التراويح) ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وصدرٍ من خلافة عمر رضي الله عنه. وعن عمرو بن مرة الجهني قال : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من قضاعة فقال: يا رسول الله ! أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله، وأنك محمد رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وصمت الشهر، وقمت رمضان، وآتيت الزكاة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء " وقال عليه الصلاة والسلام : " .. من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب اللَّه له قيام ليلة .. "رواه النسائي وغيره: سنن النسائي وحري بالمسلم الصائم القانت، أن يحرص على هذا الفضل والأجر الجزيل، الذي لا يجده في غير شهر رمضان .
ومن المناسب أن نعرض هنا لبعض الأمور المتعلقة بالقيام وصلاة التراويح في رمضان حتى يقيم المرء هذه الشعيرة على بصيرة.

مشروعية الجماعة في صلاة التراويح للرجال والنساء

ربما يتساءل بعض الناس عن شرعية صلاة التروايح في جماعة، وهل تأخذ نفس حكم النوافل في الأيام العادية، والجواب أن صلاة الجماعة في قيام رمضان مشروعة، بل هي أفضل من الصلاة منفردا،وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقامها كذلك بنفسه، فقد روى أبو ذر رضي الله عنه قال: "صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان، فلم يقم بنا شيئاً من الشهر حتى بقي سبع، فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل، فلما كانت السادسة لم يقم بنا، فلما كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب شطر الليل، فقلت : يا رسول الله ! لو نفلتنا قيام هذه الليلة، فقال: " إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة " فلما كانت الرابعة لم يقم، فلما كانت الثالثة جمع أهله ونساءه والناس، فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح، قال: قلت: وما الفلاح؟ قال: السحور، ثم لم يقم بنا بقية الشهر" حديث صحيح، أخرجه أصحاب السنن.

صلاة التراويح بدون جماعة لا تحقق نفس الأجر

بل إنه عليه الصلاة والسلام بين فضل صلاة التراويح في جماعة وأن فيها من الثواب ما لا يتحقق للمنفرد بقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي سبق ذكره قبل ذلك "من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له أجر ليلة كاملة" فهذا الثواب لا يمكن أن يتحقق بدون جماعة، وهذا دليل على مشروعية الجماعة بل وعلى أفضليتها في صلاة التراويح ولما لم يواظب النبي صلى الله عليه وسلم على صلاتها في جماعة خشية أن تفرض عليهم، فيعجز الناس عن أدائها أو يشق عليهم فعلها،كما روت عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة من جوف الليل فصلى في ا لمسجد فصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال : " أما بعد، فإنه لم يخف علي مكانكم، لكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها " فلما توفي عليه الصلاة والسلام وانقطع الوحي واكتملت الشريعة زالت هذه الخشية، وبقي حكم مشروعية الجماعة وفضلها إلى يوم القيامة. والنساء كالرجال في هذه الصلاة وذلك لحديث أبي ذر السابق حيث صرح فيه بأنه جمع أهله ونساءه والناس لهذه الصلاة صلاة التراويح.

عدد ركعات التراويح

الأفضل والأولى أن تصلى التراويح إحدى عشرة ركعة بما فيها الوتر، وذلك لأن هذا هو الثابت من فعله صلى الله عليه وسلم بل هذا هو الذي واظب عليه في رمضان وفي غيره حتى فارق الدنيا فقد سئلت عائشة رضي الله عنها عن صلاته في رمضان ؟ فقالت: "ما كان رسول الله يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاُ فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً " أخرجه البخاري ومسلم فإذا أراد المزيد عن ذلك فله الزيادة لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم "صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى " رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر ولما ثبت من فعله عليه الصلاة والسلام ذلك فقد سئلت عائشة رضي الله عنها : بكم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر؟ قالت: " كان يوتر بأربع وثلاث، وست وثلاث، وعشر وثلاث، ولم يكن يوتر بأنقص من سبع، ولا بأكثر من ثلاث عشرة " رواه أبو داود وأحمد وغيرهما . ولقوله صلى الله عليه وسلم : " الوتر حق، فمن شاء فليوتر بخمس، ومن شاء فليوتر بثلاث، ومن شاء فليوتر بواحدة " .

متابعة الإمام في الزيادة على الإحدى عشرة ركعة

وإذا صلى المرء مع إمام وزاد عن إحدى عشرة ركعة كان الأفضل في حق المصلي أن لا ينصرف حتى ينهي الإمام صلاته حتى يدرك الأجر الذي رتبه النبي صلى الله على ذلك وهو أجر ليلة كاملة.

القراءة في القيام والتراويح

وأما القراءة فيها فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم قدر معين فيها بل هو موكل إلى حال الناس ونشاطهم وكلما كانت القراءة أكثر كان ذلك أفضل. ومن تتبع حال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وجد أنهم كانوا يقرؤون في صلاة التراويح بالمئات من الآيات حتى أنهم كانوا أحيانا لا ينتهون منها إلا قبل السحور بقليل فقد روى السائب بن يزيد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر أبي بن كعب وتميما الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة. قال وقد كان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر. رواه مالك .
لكن إذا كان المصلي إماما فإن عليه أن يراعي أحوال المأمومين بحث لا يشق عليهم ولا ينفرهم من الصلاة.

وقت القيام وصلاة التراويح

لقيام الليل وصلاة التراويح وقتان وقت جواز ووقت أفضلية أما وقت الجواز فيبدأ من بعد صلاة العشاء إلى الفجر، لقوله صلى الله عليه وسلم : "إن الله زادكم صلاة، وهي الوتر، فصلوها بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر "
وأما وقت الأفضلية ففي آخر الليل وذلك لمن تيسر له القيام وضمن أن لا يأخذه النوم فإن لم يأمن كانت الصلاة في أول الليل بالنسبة له أولى. وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: "من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل" رواه مسلم

***وهنا يتبادر سؤال وهو إذا كانت الجماعة في صلاة التراويح تقام بعد صلاة العشاء مباشرة هل الأفضل أن أدخل معهم في الصلاة أم أؤخر الصلاة إلى أخر الليل؟

والجواب عن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل للذي يصلي التراويح مع الجماعة أجر ليلة كاملة ولم يجعل هذا فيمن صلى منفردا آخر الليل ولذا فالصلاة مع الجماعة أفضل، لأنه يحسب له قيام ليلة تامة .
----------------------
المتوكل
----------------------
منقول

الشيخ/عبدالله الواكد
11-11-2003, 11:49
الأخ الفاضل المتوكل حفظك الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد

حفظك الله دائما مواضيعك ونقولاتك مفيدة وفي أوقاتها

فأشكر لك نشاطك ثبتنا الله وإياك على كلمة الحق

أخوك المحب عبدالله الواكد

المتوكل
12-11-2003, 10:13
بسم الله الرحمن الرحيم

أُستاذنا الغالي عبدالله الواكد ( أبو فهد ) ـ حفظه الله ـ آمين

أشكر لك مرورك الطيب وتعليقك على الموضوع

أسأل الله أن أكون عند حسن ظنك

بارك الله بك ونفعني واياكم بما نكتب ونسمع
--------------
أخوك المحب المتوكل

محمد العربي
12-11-2003, 14:00
جزاك الله خير أخي المتوكل .

وأشكرك على هذه المشاركات المتواصله , التي بها من المحفزات بالدنيا , ما يُعظم أجرها بالآخره .. إن شاء الله .

المتوكل
13-11-2003, 09:22
بسم الله الرحمن الرحيم

وأنت كذلك أخي الحبيب جزاك الله كل الخير ونفع بك ... آمين

أشكرك يالغالي على مرورك

نحن بحاجة الىشحذ وشحن الهمم في العبادات والطاعات

بارك الله بك وأسكنك فسيح جناته أنت ووالديك وذريتكم أجمعين

---------------
أخوك المحب المتوكل

( نواف )
13-11-2003, 19:51
جزاك الله خيراً اخوي المتوكل على الكلام الرائع




اخوك



نواف

المتوكل
15-11-2003, 12:18
بسم الله الرحمن الرحيم

أخوي الغالي نواف التومي ـ حفظه الله تعالى ـ

وأنت كذلك جزاك الله كل الخير

وشكراً لمرورك .. سائلاً المولى عموم الفائدة للجميع
---------------
أخوك المتوكل