المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الذين لا يخطئون



عقيل
02-06-2003, 13:24
الكاتب : د. محمد أبو بكر حميد


يوجد بيننا نوع من الناس يعتقدون انهم لا يخطئون! وهم على استعداد للمراء والأخذ دون عطاء في الباطل أكثر من الحق لإثبات ان غيره هو دائما المخطىء، وإن آراءهم دائما صحيحة، وظنهم في الناس لا يجانب الصواب، وأحكامهم عين الحق، ويعتقدون ان كلامهم - استغفر الله - لا يأتيه الباطل من خلفه ولا من بين يديه.


وهذا النوع المسكين من الناس يعيشون في ظلام دامس، ويدورون حول أنفسهم في حلقة فارغة، ويحسنون الظن بأنفسهم أكثر مما تحتمله بشريتهم، وهذا الاسراف في حسن الظن بالذات يؤدي إلي تضخمها كما يقول علم النفس واذا تضخمت الذات عانت من نفسها، وعانى كل من حولها منها، وهذا يؤدي حتما إلى ضعف في الإيمان، فالإنسان المؤمن يطلب عون الله وغفرانه وهدايته، والإنسان المؤمن يخطىء في حق ربه فيستغفره ويخطىء في حق الآخرين فيسعى للتسامح معهم، والإنسان المؤمن يقرأ في كتاب الله «ومن عفا وأصلح فأجره على الله» ويقرأ في حديث نبيه صلى الله عليه وسلم «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» يعرف الانسان المؤمن هذا كله ويستوعبه، ويعمل به أما الذين يعتقدون أنهم لا يخطئون فهم أبعد خلق الله عن الحاجة لمثل هذه الآيات والأحاديث، ربما لا يدركون هذا، ولا يشعرون بخطر ذلك على ايمانهم ودينهم لأن هذا النوع من الناس قد يكون من المتدينين ومن المؤدين للصلوات والزكوات، وكافة ما يوجبه عليهم دينهم.
لهذا فإن هذا النوع الغافل من المسلمين بحاجة، إلى تذكير بحقيقة أمرهم، وربما يحتاج البعض منهم إلى صدمة نفسية «توقظ العقد» المترسبة في أعماق اللاشعور، والحقيقة إن معظم الذين يعتقدون انهم لا يخطئون، إن لم يكن كلهم - يعانون من عقدة النقص والشعور بالدونية في أعماق أنفسهم لأمر من الأمور أو لمعاناة تعرضوا لها في مرحلة من مراحل حياتهم لا يستطيعون استذكارها أو استظهارها الى حالة الوعي بها، فتظل كما يقول علم النفس متوارية في الوعي الباطن أو في اللاشعور، فيكون الناتج لهذا الصراع ان تحاول الذات «الأنا» التستر باصطناعها حيلا دفاعية تمارسها على الآخرين في شكل هجوم، وأهم مبررات هذا الهجوم عدم الاعتراف بالخطأ، وإسقاط عيوبه على غيره، وهو ادعاء غير مباشر بالكمال.. ادعاء لا شعوري يريح الضمير من الإحساس بالتأنيب، ويمنع عقدة الشعور بالنقص من ان تطفو على السطح.

محطة:
التسامح بين الناس ذورة سنام حسن الخلق، وذروة سنام التسامح بين الاصدقاء والمحبين طي صفحة الأخطاء والعيوب وعدم ذكرها من قريب ولا من بعيد، وبهذا يبلغ المرء مع صاحبه منتهى الكرم.

منقول


عقيل

الموحد44444
02-06-2003, 20:20
جزاك الله خيراً ............ وجعلك الله من عباده الصالحين

موضوع رائع .......... شكراً لك على هذا النقل .

عقيل
05-06-2003, 09:50
اخي الموحد

مشكور علي المرور
وجزاك الله خير

تحياتي

عقيل

حنين الليالي
05-06-2003, 10:06
الفاضل عقيل
نعم الصفح والتسامح قمة الأخلاق والمحفوظ من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم ينتقم لنفسه قط إلا ان تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها .
ولما قال له اعرابي جلف وهو يقسم الغنائم : اعدل فإن هذه قسمة ما اريد بها وجه الله ، لم يزد في جوابه أن بين له ما جهاه ووعظ نفسه وذكرها بما قال فقال ( ويحك فمن يعدل إن لم اعدل ؟ خبت وخسرت إن لم أعدل) ونهى اصحابه أن يقتلوه حين هم بعضهم بذلك
سلمت يمينك لنقل هذا الموضوع الرائع
ام تولين

عقيل
10-06-2003, 21:39
تسلمي ام تولين

ومشكوره علي المرور

تحياتي

عقيل